ابرز المراحل مرّ بها تاريخياً …
– عام 1981 :
أعلنت منظمة الصحة الأميركية عن إصابة خمسة شبان مثليين من كاليفورنيا بمرض نادر في الرئة هو ذات الرئة بالمتكيسة الجؤجؤية. وكان ذلك أول تنبيه يصدر بشأن الإيدز .. ولم تكن الأوساط العلمية تدرك آنذاك شيئاً عن هذا المرض الذي لم يكن له اسم حتى.
وسُجلت إصابات بهذا النوع من “العدوى الانتهازية” لدى متعاطي مخدرات بالحقن (نهاية العام 1981)، ومصابين بالهيموفيليا لجأوا إلى عمليات نقل الدم (منتصف عام 1982) وهايتيين مقيمين في الولايات المتحدة (منتصف عام 1982).
وأُطلق حينها على المرض اسم “4H” (أي الحرف الأول من أربع فئات تتمثل بالمثليين (Homosexuals) ومدمني الهيروين (Heroin) والمصابين بالهيموفيليا (Hemophilia) والهايتيين (Haitians).
وظهر مصطلح “الإيدز” (“متلازمة نقص المناعة المكتسب”) في العام 1982، فيما أُطلق عليه اسم “سيدا” بالفرنسية.
– عام 1983 :
عزل الباحثان فرنسواز باريه-سينوسي وجان-كلود شيرمان في معهد باستور في باريس وبإشراف لوك مونتانييه، فيروساً جديداً هو “ال ايه في” كان من المحتمل أن يكون مرتبطاً بالإيدز. ونُشر اكتشافهم في مجلة “ساينس” في 20 أيار/مايو.
– عام 1984 :
أعلنت الولايات المتحدة أن المتخصص الأميركي روبرت غالو قد وجد السبب “المحتمل” للإيدز، وهو فيروس ارتجاعي يسمى “اتش تي ال في-3” (HTLV-3).
لكن تبيّن أن “ال ايه في” و”اتش تي ال في-3″ هما نفس الفيروس الذي سُمي في العام 1986 بفيروس نقص المناعة البشرية أو “في آي اتش”.
– عام 1987 :
أجازت السلطات الأميركية استخدام أول علاج مضاد للفيروسات القهقرية “ايه زي تي”. وكان هذا العلاج مكلفاً وآثاره الجانبية كبيرة.
و تم توقيع اتفاقية بين فرنسا والولايات المتحدة لإنهاء الخلاف بشأن هوية مُكتشف فيروس نقص المناعة البشرية. وتمت الإشارة إلى غالو ومونتانييه على أنهما “مكتشفا” الفيروس “مناصفة”.
– عام 2008 :
فاز لوك مونتانييه وفرانسواز باريه- سينوسي فقط بجائزة نوبل عن هذا الاكتشاف .
– عام 1995-1996 :
شكل ابتكار فئتين جديدتين من الأدوية محطّةً بارزة في تاريخ المرض، وهما مثبطات الأنزيم البروتيني ومثبطات النسخ العكسي غير النوكليوزيد.
وكانت هذه المرحلة بدايةً للاستخدام المشترك لأكثر من عقار مضاد للفيروسات القهقرية، فيما ثبت أن العلاج بثلاثة أدوية فعال ضد فيروس نقص المناعة البشرية. وفي العام 1996، انخفض للمرة الاولى عدد الوفيات الناجمة عن الإيدز في الولايات المتحدة.
أما اليوم، فبات متوسط العمر المتوقع لدى المصاب بالايدز الذي يبدأ في وقت مبكر بتلقي العلاج، مماثل لبقية الأشخاص.
– عام 2001 :
اتفاق وُقّع في منظمة التجارة العالمية ويتيح للبلدان النامية تصنيع أدوية جنيسة لمكافحة الإيدز.
– عام 2010 :
شُفي الأميركي تيموثي براون، المعروف بلقب “مريض برلين”، من الإيدز نتيجة خضوعه لعملية زرع نخاع عظمي (لعلاج اللوكيميا) من متبرع مقاوم وراثياً لفيروس نقص المناعة البشرية. وسُجلت لاحقاً حالات أخرى مماثلة لكن من دون أن تفضي إلى معالجة فورية.
– عام 2012 :
أُجيز في الولايات المتحدة استخدام أول علاج وقائي تحت تسمية “بريب” (PrEP) (“الوقاية قبل التعرض”)، وهو مزيج من عقارين مضادين للفيروسات القهقرية “تروفادا”. ومذّاك، ثَبُتت فعالية هذا النوع من العلاج الذي أتاح للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالفيروس بحماية أنفسهم من خلال تناول أقراص وقائية.
– عام 2017 :
كان للمرة الأولى أكثر من نصف حاملي فيروس نقص المناعة البشرية في مختلف أنحاء العالم يخضعون لعلاج بمضادات الفيروسات القهقرية. وباتت هذه النسبة اليوم تبلغ نحو ثلاثة أرباع، إذ يُعالج 28,7 مليون شخص من أصل 38,4 مليون مصاب بالإيدز (أرقام تقديرية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية).
– عام 2020 :
عرقلت جائحة كوفيد-19 إتاحة الفحوص والعلاجات لمرضى الإيدز، وسُجلت 650 ألف حالة وفاة بسبب الإيدز و1,5 مليون إصابة جديدة في العام 2021، في أرقام فاقت الأهداف التي يضعها برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية.
وتأمل المنظمة في “ألّا يبقى مرض الإيدز تهديداً للصحة العامة بحلول العام 2030”.
.