فوبيا الاصابه بالايدز ، رهاب الإيدز ، وسواس الايدز

 

الفوبيا أشد خطورة من أحاسيس الخوف البسيطة وتحدث بسبب محفزات أو مصادر أوعوامل لا حصر لها، وعلى الرغم من أن الأفراد يدركون أن الفوبيا غير منطقية، إلا أنهم لا يستطيعون التحكم في رد فعلهم المصحوب بالخوف، ويحتاجون إلى طرق طبية لعلاجها.

تعريف الفوبيا:

الفوبيا أو ما يسمى بالرهاب او الوسوسه هو رد فعل مصحوب بخوف مفرط وغير منطقي، يحس فيه المريض بخوف عميق أو ذعر عندما يواجه مصدر هذا الخوف أو العامل المحفز له، ويمكن أن يكون الخوف من مكان أو موقف أومرض معين ، وعلى عكس اضطرابات القلق العامة، عادة ما يرتبط الرهاب بشيء محدد ومستمر.
ويتراوح تأثير الرهاب من مزعج إلى معيق شديد، إذ غالبًا ما يدرك الأشخاص الذين يعانون من الرهاب أن خوفهم غير منطقي، لكنهم لا يقدرون على القيام بأي شيء حيال الخوف ومصدره، ويمكن أن تؤثر مثل هذه المخاوف على الأداء بالعمل والمدرسة والعلاقات الشخصية والحياة الزوجية وضياع لكثير من الوقت والمال .
لا توجد قائمة رسمية بأنواع الفوبيا كما لا يوجد حصر بمصادرها ومسبباتها ومحفزاتها، لذلك يقوم الأطباء والباحثون بتكوين اسما لكل فوبيا حسب الحاجة، بالجمع بين كلمة فوبيا والمصدر المحفز والمسبب لها كفوبيا الايدز.

فوبيا الايدز او فيما يعرف بوسواس الايدز :

يصنف هوس الإصابة بالإيدز بأنه أحد أشكال اضطراب الوسواس القهري، وهو اضطراب نفسي شائع، يعاني المصابون به من تكرار لأنماط محددة من الأفكار، أو المشاعر، أو المخاوف، أو الوساوس، تدفع صاحبها للقيام بتصرفات غير منطقيه و متكررة مثل تكرار الفحص والتشكيك في جودة الفحص او في المختبر الذي قام بعمل الفحص به او من ابرة الفحص وبعضهم يذهب ابعد من ذالك في التفكير بتأمر عليه من قبل احدهم او من قبل المختبر .

يعرف وسواس الإيدز بأنه حالة من القلق والهلع تنتاب الشخص بعد تعرضه لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة ، مثلا بعد إقامة علاقة جنسية ، أو التعرض لوخز إبرة او حتى في حال قيامة بسلوك غير ناقل للعدوى من الاساس ، بحيث تتوارد إليه أفكار أنه مصاب أو سيصاب بفيروس نقص المناعة البشري (فيروس الإيدز).

ويعتبر هذا الخوف والشعور بالقلق طبيعياً لفترة محددة ، تنتهي بانتهاء فترة حضانة المرض وظهور النتائج النهائية للفحص او بمعرفة الطرق الفعليه الناقلة للعدوى او بعد الحصولة على المعلومة الصحيحة والاستشارة الصحيحة من قبل مختص.
أما إذا استمر التوتر والهلع بعد ظهور نتائج الفحص الطبية بأنها سليمة او تم افادته من قبل مختص بان السلوك الذي قام به او الوسيلة غير ناقلة للعدوى ، فإن هذا الخوف والقلق يعتبر مرضيّا ولا بد من التعامل معه بجدية أكبر.

من المؤسف أن ترى العديد من الشباب والشابات يقومون بإعادة إجراء فحص فيروس نقص المناعة العديد من المرات لغير لازم طبي ، ويشجعهم على هذا التصرف نوبات الفزع التي تنتابهم نتيجة قراءتهم على الانترنت لمعلومات غير صحيحة او غير دقيقه تقدم من اشخاص غير مختصين ، أو لفهم غير صحيح لأنواع الفحص أو الاستماع إلى رأي غير المختصين في هذا المجال ، أو حتى الاستماع للأطباء المختصين الجشعين الذين يستغلون هذا الخوف والقلق لتعظيم أرصدتهم البنكية بدلا من تقديم النصيحة الصادقة للأشخاص.

وقد يؤدي هذا الخوف إلى نوع من الوسواس القهري الذي يؤدي إلى تكرار أنماط محددة من الأفكار والمشاعر والتصرفات لدى الموسوسين ، مثل تكرار إعادة فحص فيروس نقص المناعة ، أو تكرار مراجعة الطبيب ، في سعي منهم للتخلص من هذه الأفكار وتلك المشاعر، إذ يولد تكرار مثل هذه التصرفات شعوراً مؤقتاً بالراحة. وقد يؤدي أيضا القلق والوسواس إلى تجنب مخالطة الأخرين ، والابتعاد عن العلاقات الحميمية مع الزوج أو الزوجة وغيرها من صور الانعزال الاجتماعي.

على الرغم من أن وسواس الايدز هو مرض نفسي ، إلا أن له أعراض جسدية حقيقية يشعر بها الشخص ، وهذا راجع إلى أن كثرة التفكير والقلق تؤدي إلى تفعيل الجهاز العصبي الودي (السمبثاوي) في جسم الإنسان ، وإفراز الجسم للهرمونات والنواقل الكيميائية.

غالبًا ما يكون الأشخاص المصابون برهاب الإيدز مقتنعين جدًا بأنهم أصيبوا بالعدوى لدرجة أن جميع الاختبارات السلبية في العالم لن تخفف من مخاوفهم. يمكنهم قضاء فترات طويلة على الإنترنت في البحث عن دليل على أن شكوكهم قد تأسست بطريقة ما ، وغالبًا ما تكون من مواقع الويب التي تقدم نصائح طبية قصصية أو قديمة أو مزيفة.

 

العلاج غالبًا ما يتم علاج الأشخاص الذين يعانون من الخوف الشديد من فيروس نقص المناعة البشرية بمزيج من العلاج النفسي والأدوية. في حين أنه قد يكون من المفيد الجلوس مع طبيب أو مستشار للحصول على جميع الحقائق حول المرض ، فقد يكون من الأكثر أهمية استكشاف الأسباب الجذرية للمخاوف. في كثير من الحالات ، لن يكون للفوبيا أي علاقة على الإطلاق بفيروس نقص المناعة البشرية. عادةً ما يساعد الجلوس مع أخصائي صحة عقلية مدرب. يمكن أن يشمل العلاج علاجًا فرديًا أو علاجًا جماعيًا أو استشارة عائلية. في الأشخاص الذين تم تشخيصهم باضطراب القلق ، من المعروف أن الأدوية الموصوفة مثل زولوفت (سيرترالين) وليكسابرو (إسسيتالوبرام أكسالات) تكون مساعدة.

 

يشعر الكثير من الناس بالقلق بشأن ما قد يعنيه ذلك لمستقبلهم إذا كانت نتيجة اختبارهم إيجابية وما قد يعتقده الآخرون ومجرد التفكير في الذهاب إلى العيادة ، أو رؤية شخص ما يذهب إلى العيادة ، من المهم ألا تدع الخوف يعيق حياتك ، يمكن للمواقف السلبية للآخرين تجاه فيروس نقص المناعة البشرية والأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي الأخرى أن تمنعهم من إجراء الاختبار غالبًا ما يكون لدى الناس هذه الآراء لمجرد أنهم لا يفهمون الحقائق. إذا كنت تعرف الحقائق المتعلقة بالتعايش مع فيروس نقص المناعة البشرية فستشعر بمزيد من الثقة بشأن تجاهل أو تحدي الأشخاص الذين يتحدثون بشكل سلبي عن فيروس نقص المناعة البشرية تذكر أن فيروس نقص المناعة البشرية قابل للعلاج ولكن فقط إذا كنت تعرف أنك مصاب به والطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك هي إجراء الاختبار، يؤدي الاختبار إلى راحة ذهنك بانتظام ، ويبقيك متحكمًا في صحتك الجنسية. إذا كان الاختبار سلبيًا ، فاستمر في التركيز على البقاء سلبيًا ، وحماية نفسك وشركائك من فيروس نقص المناعة البشرية والأمراض المنقولة جنسياً الأخرى. إذا كانت نتيجة الاختبار إيجابية ، يمكنك تناول العلاج للبقاء بصحة جيدة. إن العلاج الفعال يقلل أيضًا من خطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية إلى شركائك.

 

علاج الفوبيا:

يمكن أن يتضمن علاج الفوبيا سلوكيات علاجية أو أدوية أو مزيجًا من كليهما.

1. العلاج السلوكي المعرفي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو العلاج الأكثر شيوعًا للفوبيا،ويقوم على تعريض الشخص لمصدر الخوف في بيئة مراقبة لمراقبة سلوكياته وتقييم أدائه الدوري لزيادة أو تقليل محفزات الخوف لديه، هذا العلاج يمكن أن يطمئن ويقلل من القلق.

ويركز العلاج على تحديد وتغيير الأفكار السلبية والمعتقدات الخاطئة وردود الفعل السلبية للحالة الخائفة، باستخدام تقنيات العلاج السلوكي المعرفي الجديدة يتم وضع المريض في واقع افتراضي لتقريب الشخص من مصدر رهابهم بأمان دون الحاجة إلى وضعهم بشكل واقعي مع محفزات الخوف.

2. العلاج الدوائي:

يمكن أن تساعد مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق في تهدئة ردود الفعل العاطفية والجسدية للخوف، وفي كثير من الأحيان، يكون الجمع بين الأدوية والعلاج المهني هو الأكثر فائدة.

كيف يطمئن مريض الفوبيا نفسه؟

هناك طرق يمكن للأفراد الذين يعانون من فوبيا العمل بها من أجل التغلب على مخاوفهم، وتشمل هذه الاعتراف بالفوبيا والتحدث عنها، والامتناع عن تجنب المواقف التي قد تكون مرهقة لهم، وتخيل أنفسهم دائما يواجهون مخاوفهم، مع إعطاء عبارات إيجابية لأنفسهم مثل “سأكون على ما يرام”، ففرص العلاج تزيد عندما يتم دمج طرق المساعدة الذاتية مع العلاج النفسي لفترة وجيزة، بل قد يحقق مرضى الفوبيا تحسنًا كبيرًا في أدائهم تجاه محفزات الخوف.

 

 

.